الدكتور/ محمد عبد الحليم الجبيصي ... المحامي ... ماجستير في القانون ... دكتوراه في القانون الجنائي ... والمستشار القانوني للشركات ورجال الاعمال ... 0102563799

الانبياء الملائكة الحبيب المصطفي الله ربي

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

الفصل السابع .. الرقيق عند اليهود

كان نظام الرق معروفاً ومعمولاً به لدي العبريين منذ أقدم عهودهم . فسفر التكوين يحدثنا عن الرقيق من الذكور والإناث في منازل آبائهم الأولين أنفسهم إبراهيم ، و إسحاق ويعقوب " التكوين " فقرة 14 إصحاح 14 وفقرة 5 إصحاح 25 وفقرة 14 إصحاح 26 .

ما معنى الرق ؟


هو أن يصبح الإنسان مملوكاً لفرد أو جماعة ، فيجرد من معظم الحقوق المدنية وحقوق الإنسان التي ينعم بها الإنسان الحر ويعامل معاملة السلعة المملوكة مع اختلاف طفيف حسب طبيعة الإنسان التي تختلف عند الإنسان من الحيوان والجماد .

ما هي مصادر الرق عند اليهود ؟


كانت مصادر الرق عند الإسرائيليين كثيرة ومتشعبة ويمكن إجمالها في ستة مصادر وهى :

( 1 ) الحروب التي تنشب بين الإسرائيليين وغيرهم أو بين قبائلهم بعضهم البعض :


أما الحروب فهي الحروب التي شنوها على الكنعانيين " الفلسطينيين " فقد أمدتهم بمعظم ما كانوا يملكون من رقيق وذلك أنهم حسب توراتهم عندما ينتصرون على بلد يضربون أعناق الرجال ويجرون الرق على جميع نساء البلدة وأطفالها . . أما الرجال فقد أمروا بـ :
" فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . واما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة . كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . " . (
[1])

وقد حافظوا على هذه الوصايا في عهدهم الأول ولكن يبدو أنهم فيما بعد كانوا يؤثرون الإبقاء على الرجال واسترقاقهم وأما حروبهم بعضهم البعض فقد حرمت عليهم كتبهم المقدسة استرقاق من يؤسرون فيها ، أو من يغلبون من بني إسرائيل 0 ولكن يبدو من الشواهد التاريخية أنهم كانوا يخالفون هذه الوصايا ويعاملون الإسرائيلي من الأسري معاملة الغريب فيضربون الرق عليهم .


( 2 ) خطف الإنسان الحر واسترقاقه :


مع أن كتبهم المقدسة كانت تحظر عليهم حظراً باتاً خطف إنسان حر في غير أوقات الحرب والاستيلاء عليه قسراً واسترقاقه أو بيعه بل توجب عليه التوراة أن يقتل جزاء سرقته للإنسان أو خطفه له . " ومن سرق إنسانا وباعه ، أو وجد في يده يقتل قتلاً " . (
[2])

وأن هذا كان معمولاً به في أقدم عهودهم بدليل ما تذكره التوراه عن استيلاء أخوة يوسف عليه وبيعهم إياه بثمن بخس بيع رقيق. "فقال يهوذا لإخوته ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه ، تعالوا فنبيعة للإسماعيليين ولا تكن أيدينا عليه ، لأنه أخونا ولحمنا . فسمع له أخوته – واجتاز رجال مديانيون تجار . فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة .فأتوا بيوسف إلي مصر . ([3])


( 3 ) رق السارق والمدين العاجز عن دفع دينه :


كانت عقوبة السارق والمدين العاجز أن يدفع دينه . أن يصبح عبداً لسارقه ودائنه . فالشريعة اليهودية تقضي بالرق على السارق الذي لا يستطيع دفع التعويض المالي الذي يحكم به لصالح المسروق منه ، فتوجب بيعه بيع الرقيق واستيفاء هذا التعويض من ثمنه وفى هذا يقول سفر الخروج . " إذا سرق إنسان ثوراً أو شاة فذبحه أو باعه يعوض عن الثور بخمسة ثيران وعن الشاة بأربعة من الغنم . إن وجد السارق وهو ينقب فضرب ومات فليس له دم .ولكن إن أشرقت عليه الشمس فله دم . إنه يعوض . إن لم يكن له بيع بسرقته . وأن وجدت السرقة في يده حية ثورا كانت أم حمارا أم شاة يعوض باثنين". (
[4]) فإن لم يكن لديه ما يكفي للسداد وجب بيعه هو نفسه واستيفاء التعويض من ثمنه .


بل لقد جري العمل في بعض عهودهم بأن يسترق المدين نفسه وأولاده وزوجاته 0 ويبدو من استقراء تاريخهم وأسفارهم أن العجز عن الوفاء بالدين قد قذف في نطاق الرق بآلاف مؤلفة من الأنفس 0 وفى القرآن الكريم في سورة يوسف حيلة يوسف عليه السلام ليأخذ أخاه عبداً عنده حسب شريعتهم فقد وضع السقاية في رحل أخيه ويقول الله عز وجل :


" فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ . قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ . قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ . قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ . قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ . قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ . فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " . ( يوسف 70 / 76)


فقد سألوا أخوة يوسف فما جزاء من وجدت السقاية في رحله ؟ فأجابوا :
" قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ " 75 يوسف " فحسب شريعة اليهود أن يحاسبوا من وجدت في رحله أن يصبح عبداً لسارقه ، فلما وجدت في رحل بنيامين آخي يوسف " : " قالوا جملتهم العجيبة عن يوسف عليه السلام : " قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ " . ( يوسف 77 )


أمر يوسف عليه السلام أن توضع كأسه في عدل الصغير (بنيامين ) وهى الكأس التي كان يشرب فيها ، فساروا غير بعيد ، فلم يفاجئهم إلا وكيل يوسف يناديهم ويوبخهم على ما صنعوا وأنهم قابلوا الإحسان بالكفر ، وأنهم سرقوا سقاية الملك ( يوسف ) فاظهروا البراءة من هذا العمل – وقالوا : من وجدت سقاية الملك فى رحله يؤخذ عبدا للملك – وفتشوهم أولا ثم استخرجوها من وعاء أخيه بنيامين فقالوا قولتهم "إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل " فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم . وقال لهم : أنتم شر مكاناً من هذا السارق والله أعلم بما تصفون ، وكانوا يعنون يوسف فما الحكاية إذن .


"ذلك أن أم يوسف توفيت وهى تضع أخاه بنامين ( هذا ) وكان يوسف صغيراً فكفلته عمته ، وتعلقت نفسها بيوسف . فلما اشتد يوسف قليلاً أراد أبوه يعقوب ( إسرائيل ) عليه السلام أن يأخذه منها ، فضنت به . ثم احتالت حيلة لتبقيه عندها . فألبست يوسف منطقة " رداء من الجلد " لإبراهيم عليه السلام " 0


كانت عندها وجعلتها تحت ثيابه ، ثم أظهرت أنها سرقت منها وبحثت عنها حتى أخرجتها من تحت ثياب يوسف وهو عند أبيه. وطلبت بقاءه عندها يخدمها مدة جزاء له بما صنع ، وبهذه الحيلة استبقته عندها وكف يعقوب عليه السلام عن مطالبتها به . (
[5]) وكذلك فعل يوسف نفس الحيلة التى صنعتها عمته معه من قبل . فعلها مع أخيه بنيامين ليبقيه معه في مصر حسب شريعة اليهود .


( 4 ) سلطة الوالد على أولاده :


فقد أجاز العهد القديم للوالد أن يبيع ابنته بيع الرقيق لمن يقبل زواجها لنفسه أو لأحد أبنائه . " وإذا باع رجل ابنته أمة لا تخرج كما يخرج العبيد . إن قبحت في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه يدعها تفك وليس له سلطان أن يبيعها لقوم أجانب لغدره بها .وإن خطبها لابنه فبحسب حق البنات يفعل لها ، وإن اتخذ لنفسه أخرى لا ينقص طعامها وكسوتها ومعاشرتها وإن لم يفعل لها هذه الثلث تخرج مجاناً بلا ثمن . (
[6])


ويشترط التلمود لصحة هذا البيع بجانب هذا الشرط شروطاً أخرى كثيرة ، فهي أن يكون الوالد في فقر مدقع وقد تقطعت به الأسباب حتى لم يجد وسيلة أخرى لسد رمقه ، ولكن هذه الشروط جميعاً لم تكن موضع رعاية من الناحية العملية ، فكان الآباء ينتفعون بهذه الرخصة في أوسع نطاق . بل كانوا يطبقونها على أولادهم الذكور أنفسهم .


( 5 ) أن يبيع اليهودي نفسه عبدا لأخيه الإسرائيلي :


قد أجاز العهد القديم للإسرائيلي أن يبيع نفسه بيعاً اختيارياً لأخيه الإسرائيلي فيصبح رقيقاً له .
" إذا اشتريت عبداً عبرانيا فست سنين يخدم وفى السابعة يخرج حراً مجاناً . إن دخل وحده فوحده يخرج . إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه . إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده . ولكن إن قال العبد أحب سيدي وامرأتي وأولادي لا أخرج حراً . يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب ، فيخدمه إلى الأبد . (
[7])


وهذه بعض شرائع العبيد وقد اشترطت الشريعة أن يطلق العبد بعد ست سنين من الخدمة . وإذا دخل الرجل في كنف سيده عبداً بإرادته ولم يبع نفسه ويخرج في أي وقت يشاء وإذا كانت معه زوجته تخرج معه إذا أراد – أما لو كان قد دخل عبداً وحده وأعطاه سيده زوجة وأنجب منها وأراد أن يخرج فلا يخرج إلا وحده ويترك زوجته وأولاده ملكاً لسيده . وإذا تمسك بسيده و زوجته وأولاده يصير عبداً لسيده طيلة حياته ، ووضع طقوس لهذه العملية بأن يأخذه سيده ، ويثقب له أذنه في الباب أو في قائم الباب . بمعني أنه أصبح ملتصقاً بهذا الباب وهذا البيت طيلة حياته حتى الموت ." إذا بيع لك أخوك العبرانى أو أختك العبرانية وخدمك ست سنين ففي السنة السابعة تطلقه حراً من عندك . وحين تطلقه حراً من عندك لا تطلقه فارغاً . تزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك كما باركك الرب إلهك تعطيه ، واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر ، ففداك الرب إلهك ، لذلك أنا أوصيك بهذا الأمر اليوم ، ولكن إذا قال لك ، لا أخرج من عندك ، لأنه قد أحبك وبيتك إذا كان له خير عندك فخذ المخرز واجعله في أذنه وفى الباب فيكون لك عبداً مؤبداً . وهكذا تفعل لأمتك أيضاً . (
[8])

وقد اشترط التلمود لصحة هذا البيع أن يكون الإسرائيلي رجلاً لا امرأة " وهذا تضارب بينه وبين النص المذكور " واشترط لاسترقاق الإسرائيلي نفسه أن يكون قد وصل إلى أقصي حالات العوز والمسغبة و ألا تكون لديه وسيلة أخري للحياة ولا يباح له ذلك إلا بعد أن يكون قد باع جميع ما يملكه من أرض وبيوت ومتاع وأكل ثمنها جميعاً وأعوزته ضرورات الحياة ، فلم يجد لقمة عيش لغذائه ولا منزلاً يأوي إليه ولا سقفاً ينام تحته . على أية حال فإن الأزمات الاقتصادية التي كانت تضرب بهم من حين لآخر وتشتد وطأتها على الفقراء والمحرومين قد ضمت إلى طبقة العبيد من الأجانب عدداً غير يسير من أحرار بني إسرائيل الذين كانت تلجئهم الضرورة إلى بيع أنفسهم بيع الرقيق لذويهم من الإسرائيليين . (
[9])


( 6 ) تناسل الرقيـــق :


كانت من أهم المصادر بعد الحروب تناسل الرقيق ، فكانت القاعدة عندهم أن الولد يتبع أمه رقاً وحرية فابن الجارية كان يولد رقيقاً ولو كان أبوه حراً بل لو كان أبوه السيد نفسه . (
[10])


وهنا أساس مشكلة النظر لإسماعيل عليه السلام ابن إبراهيم عليه السلام 0 لأن هاجر أمه المصرية كانت رضوان الله عليها جارية لسارة رضوان الله عليها زوجة إبراهيم عليه السلام .


فهم يرون أن ينتقل إليه نوع الرق الذي كان مضروباً على أمه، فإذا كانت أمه ذات رق دائم ضرب عليه الرق الأبدي وإن كانت ذات رق موقوت بأجل. انتهي رقه بانتهاء الأجل .


وأما ساراى " سارة " امرأة إبرام " إبراهيم " فلم تلد له وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراي لإبرام هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة ، أدخل على جاريتي لعلى أرزق منها بنين فسمع إبرام بقول ساراى . فأخذت ساراي امرأة إبرام هاجر المصرية جاريتها بعد عشر سنين لإقامة إبرام في أرض كنعان وأعطتها لإبرام رجلها زوجة له . فدخل على هاجر فحبلت ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها . فقالت ساراي لإبرام ظلمي عليك ، أنا دفعت جاريتي إلى حضنك . فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها . يقضي الرب بيني وبينك . فقال إبرام لساراي هو ذا جارتيك في يدك افعلي بها ما يحسن في عينك . فأذلتها ساراي . فهربت من وجهها فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية على العين التي في طريق شور وقال يا هاجر جارية ساراي . من أين أتيت؟ وإلى أين تذهبين ؟ فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي . فقال لها ملاك الرب ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها وقال لها ملاك الرب " تكثيراً أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة " ، وقال لها ملاك الرب ها أنت حبُلي . فتلدين أبنا وتدعين أسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمزلتك . وأنه يكون إنسانا وحشياً يده على كل واحد ويد كل واحد عليه،وأمام جميع أخوته يسكن فدعت اسم الرب الذي تكلم معها أنت إيل ربي . لأنها قالت أههنا أيضاً رأيت بعد رؤية لذلك دعيت البئر بئر لحي ربي . هاهي بين قادش ويارد . فولدت هاجر لإبرام ابنا ودعا إبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر إسماعيل . كان إبرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لإبرام . (
[11]) وما كان يستثني لدي بني إسرائيل من قاعدة تبعية الولد لأمه في رقها إلا حالة واحدة غريبة وهى أن تتنازل الزوجة الشرعية لأمتها أو أمة زوجها عن فراشها على شرط أن ما تأتي به الجارية من ثمرات هذا الفراش يكون لها هي لا لجاريتها التي ولدته .


ففي هذه الحالة يولد الولد حراً أي يتبع أمه الشرعية في حريتها بغض النظر عن رق أمه الطبيعية التي جاءت به وقد طبق على إسماعيل عليه السلام ابن إبراهيم عليه السلام ابن جاريته هاجر المصرية . فالرق كان رقاً مؤبداً على غير الإسرائيلي . أما الإسرائيلي فإن رقه كان مؤقتاً لمدة ست سنوات بحسب ما جاء في سفر الخروج والتثنية – أو ينتهي بحلول اليوبيل الإسرائيلي الذهبي أين كانت المدة التي قضاها .


فإن أبدي الإسرائيلي الذي انتهت مدة رقه رغبة صريحة في أن يبقي رقيقاً عند سيده عرض أمره على القضاة . فإن قرروا إجابته إلى رغبته . قاده سيده إلى باب المدينة وثقب أذنه بمثقبه دلالة على امتداد رقه وحينئذ يبقي رقه مؤبداً كغيره ممن ليسوا من بني إسرائيل . (
[12])


حق العبد على سيده في الشريعة اليهودية :


فقد ألزمت الشريعة اليهودية السيد بأن :
يسد حاجة عبيده في المأكل والمشرب والملبس والمسكن في حالة معاشرته لأمته أن تكون من سراريه ولا يجوز لليهودي بيعها فإن كرهها وجب عليه تحريرها .


توجب عليه الشريعة أن يريح عبده وأمته يوم السبت وفى جميع الأعياد الدينية ، لا يكلفه بعمل ، ولا يدعه يباشر عملاً . (
[13])


وحظرت الشريعة اليهودية على السيد تجاه العبد :


حظرت من إيذائه ، وفرضت عليه عقوبات قاسية توقع على السيد في حالة العدوان على عبده . فإذا قتل عبده عوقب بالإعدام وإذا فقأ عينه أو كسر سنه أو أصابه بجرح من هذا القبيل كان جزاؤه أن يتحرر عبده . (
[14])

تعليق :


يبدو أن هذه التعاليم وتعاليم أخرى رحيمة من نوعها لم تكن موضع رعاية كبيرة لدي بنى إسرائيل ، وأنه قد سادت لديهم صفات القسوة على الرقيق وسوء معاملتهم وإرهاقهم بالعمل والجشع في استغلالهم وعدم التورع عن أية وسيلة للانتفاع بهم . حتى إن بعض الموالي كانوا يكرهون فتياتهم على البغاء للانتفاع بأجورهن . وكان لا يجوز للسيد أن يبيع رقيقه الإسرائيلي ولا أمته الإسرائيلية التي اتخذها زوجة له أو لولده ، ولا لأمته غير الإسرائيلية إذا كان عاشرها معاشرة الأزواج . " وإذا ضرب إنسان عين عبده ، أو عين أمته فأتلفها ، يطلقه حراً عوضاً عن عينه وإن أسقط سن عبده أو سن أمته يطلقه حراً عوضاً عن سنه " . (
[15])


العتق في اليهودية :


كان الرق المضروب علي غير الإسرائيلي رقا مؤبدا . ففي سفر اللاويين يقول : "وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم . منهم تقتنون عبيدا وإماء وأيضا من أبناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون ومن عشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في أرضكم فيكونون ملكا لكم . وتستملكونهم لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك .تستعبدونهم إلي الدهر . (
[16])


( 1 ) عتق جبري :


يقرره القانون نفسه في بعض الحالات على الرغم من السيد نفسه كتحرير الرقيق الإسرائيلي بعد ست سنوات أو بعد اليوبيل اليهودي 0 والرقيق الأجنبي في حالة الاعتداء عليه وفقأ السيد عينه أو عند إسقاط سنُه .

( 2 ) عتق اختياري :


وهو يطبق علي الإسرائيلي فقط " وأما إخوانكم بني إسرائيل فلا يتسلط إنسان علي أخيه بعنف". (
[17]) وذلك برضا السيد نفسه ، ترفض الشريعة هذا العتق ، بل تقف أحياناً تجاهه إذا كان غير إسرائيلي عملاً بظاهر النص الذي ورد في صدده فى العهد القديم ." إذا خرجت لمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك وسبيت منهم سبياً ، ورأيت في السبى امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة ، فحين تدخلها إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظفارها ، وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهراً من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة . وإن لم تسر بها فأطلقها لنفسها . لا تبعها بيعاً بفضة ولا تسترقها من أجل أنك قد أذللتها . ([18])


************************************************************************


([1]) سفر التثنية –الأصحاح 20 / 13 - 14
([2]) سفر الخروج – الإصحاح 21 فقره 16 .
([3]) سفر التكوين – إصحاح 37 / 26-29
([4]) سفر الخروج 22/ 1-4
([5]) قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار صـــ 170 مكتبه دار التراث سنه 1985 م .
([6]) سفر الخروج - إصحاح 21 فقرات 7 - 11 .
([7]) سفر الخروج – إصحاح 21 فقرات 2 / 6 .
([8]) سفر التثنية – إصحاح 15 فقرات 12 – 17 .
([9]) د/ علي عبد الواحد وافي – اليهود واليهودية – مرجع سابق صــ 128
([10]) وهذه نظرتهم لإسماعيل عليه السلام .
([11]) سفر التكوين – إصحاح 16 / 1-16
([12]) اليهودية واليهود د / على عبد الواحد وافي صــــ 129 .
([13]) نفس المرجع صــ 130
([14]) المرجع السابق صــ 130
([15]) سفر الخروج – إصحاح 21 فقرات 26 / 27 .
([16]) سفر اللاويين 25 / 44-46
([17]) سفر اللاويين 25 / 46
([18]) سفر اللاويين إصحاح 25 .