الدكتور/ محمد عبد الحليم الجبيصي ... المحامي ... ماجستير في القانون ... دكتوراه في القانون الجنائي ... والمستشار القانوني للشركات ورجال الاعمال ... 0102563799

الانبياء الملائكة الحبيب المصطفي الله ربي

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

الفصـــل الثانـــي .. هل يمكن أن تعتنق اليهودية ؟

من هو اليهــــودي ؟


يعُتبر اليهودي من يولد لأم يهودية ، أما الذي يولد لأب يهودي وأم غير يهودية فهو لا يعتبر يهودياً وإنما يعتبر ابن زنا ويطلقون عليهم كلمة " مامزير ". في العصور القديمة ، كانت اليهودية ديانة توحيدية في محيط وثنى ، وكانت تكتسب هويتها من هذا التعارض الواضح والبسيط . أما في العصور الوسطى الغربية وفى العالم الإسلامي ، فلقد اختلف الأمر تماما ، إذ وجدت اليهودية نفسها في محيط توحيدي ( إسلامي أو مسيحي ) أدى إلي انتماص معالمها ، ولذلك ، حاول علماء اليهود أن يخلقوا هوة بين اليهود وأعضاء الديانات الأخرى . وكان التلمود هو ثمرة هذه المحاولة وخلال هذه الفترة ، ظهر تعريف الشر يعة ( هالاخاه ) للهوية اليهودية ، فعرف اليهودي بأنه من ولد لأم يهودية أو من تهود .وقد كانت هناك إشكالية أساسية داخل هذا التعريف تتعلق بالجانب القومي أو العرقي للتعريف . حيث يتضمن أن من يولد لأم يهودية حتى ولو لم يمارس الدين اليهودي ، أما اليهودي المتهود فكان عليه أن يقوم بتنفيذ جميع الأوامر و النواهي ، أي يجب أن يكون يهودياً بالمعنى الديني . ([1])


فمن أجل استبعاد نسل إبراهيم عليه السلام من ميراث الوعد – حل محله نسل سارة " عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك سارة " . . والأعجب من هذا أنه ، منذ ميلاد إسحاق – اعتبر الإسرائيليون أن أمومة الطفل ، وليست أبوته ، هي العامل الأساسي في تحديد انتمائه إلى بني إسرائيل ، فإذا تزوج إسرائيلي من امرأة أجنبية ، لا ينتمي أبناؤه إلي بني إسرائيل إلاَّ إذا قبلتهم الجماعة الإسرائيلية بالتبني . أما لو كانت الأم إسرائيلية والأب أجنبياً ، فالابن يصبح إسرائيلياً منذ الولادة . ([2])


هل يمكن أن تعتنق اليهودية ؟


لا يجوز لأي شخص أن يعتنق اليهودية – فإنه لكي يكون الشخص يهودياً ، فإنه يجب أن يكون مولوداً لأم يهودية – أي أن اعتناق من لا تكون أمه يهودية لليهودية ، وإن كان يدخله ضمن المعتقدين بهذه الديانة إلا أنه لا يجعله واحداً من أمة اليهود التي تقتصر على شعب بني إسرائيل . ([3])


ويؤكد جورج فريد مان الكاتب الفرنسي اليهودي على أن هناك هوة متزايدة في داخل إسرائيل بين أولئك الذين يعتبرون أنفسهم إسرائيليين وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم يهوداً . ([4])


فاليهودية دين خاص لا يدعو إلى اليهودية ولا يبشر بها ولا يستطيع أي واحد أن يعتنق هذا الدين ، فهو خاص بأبناء يعقوب " إسرائيل " عليه السلام – هكذا جعلوه .


ويري أ/عباس محمود العقاد : أن ديانة اليهود تعكس نفسيتهم المستعصية المريضة، وهى ليست بالدعوة العامة لجميع الناس ، فكان أبناؤها يكرهون أن يشاركهم غيرهم فيها ، كما يكره أصحاب النسب الواحد أن يشاركهم غيرهم فيه ، وكانوا من أجل هذا لا يحركون ألسنتهم ، فضلاً عن امتشاق الحسام لتعميم الدين اليهودي وإدخال الأمم الأجنبية فيه . ([5])


هل اليهودية دين عالمي ؟


ويري د / جمال حمدان أن :- اليهودية بحكم توزيعها الجغرافي " الشتات " قد تكون عالمية بحكم توزيعها ولكنها في واقع الأمر ليست ديانة عالمية وأنها أبعد شيء عن العالمية بحجمها الضئيل وبحكم أن اليهودية ديانة جغرافية مقصورة على وطن وعنصرية مرتبطة بقوم أو عنصر بعينه . ([6])

ويؤكد الأستاذ / عباس محمود العقاد على أن :- " ديانة بني إسرائيل كانت ولا تزال ديانتهم هم وحدهم بمعني أنها تشبه الهندوكية والشنتية كلاهما ديانة شعب مستقر في وطنه منذ عهد بعيد وأن اليهود تعرضوا للشتات غير مرة . ([7])
إلـــه اليهود أيضاً إلــــه خاص بهم . وإله بني إسرائيل – كديانتهم – هو آلهم وحدهم دون الناس جميعاً ، فهو على ذلك إله قبيلة واحدة يختصها بحظوته . (
[8]) بني إسرائيل .


يهوه إله اليهود :-


يجدر بنا أن نقف وقفة عند " يهوه " الذي شغل دائماً فراغاً واسعاً عند الكلام عن إله بني إسرائيل .


اشتقاق الاسم " يهوه " : -


يقول أ/ العقاد إن : - اسم " يهوه " لا يعرف اشتقاقه على التحقيق فيصح أنه من مادة الحياة ويصح أنه نداء الضمير الغائب ( يا هو ) لأن موسى عليه السلام علم بني إسرائيل أن يتقوا ذكراه توقيراً له وأن يكتفوا بالإشارة إليه ، وهذا الاتجاه هو ما ذهب إليه “ Smith " ويضيف هذا احتمال لاتجاه أخر هو أن الكلمة العبرانية المماثلة لكلمة ( Lord ) هي " يهوا " وكانت اللغة العبرية تكتب بدون حروف علة حتى سنه ( 500 م ) ، ثم وصلت هذه الحروف فأصبحت كلمة ( يهوا ) " يا هوفا " Jehovah . وبذلك فكلمة ( يهوا ) أو ( يا هوفا ) معناها سيد وإله . ([9])

للإله أسماء تختلف بطبيعة الحال ، ففي اللغة العربية يسمى الواحد الأحد ( الله ) وفى اللغة الإنجليزية يسمى ( God ) وفى اللغة الإندونيسية يسمى ( Tuhan ) وهكذا ، فهل " يهوه " هو اسم الإله عند اليهود أو في اللغة العبرانية ؟ إن الصفات التي جعلها اليهود ليهوه تبعد كل البعد عما يتصف به الإله عند أي جماعة من جماعات المتدينين وتجعله بهذه الصفات لا مرشداً هاديا .

وإنما تجعله يمثل انعكاسا لصفاتهم واتجاهاتهم . ويقول " ول ديورانت " يبدو أن الفاتحين اليهود عمدوا إلى أحد آلهة كنعان فصاغوه على الصورة التي كانوا هم عليها وجعلوا معه إلها ويؤيد ذلك أن من بين الآثار التي وجدت في سنه ( 1931 م ) قطعاً من الخزف بقايا عصر البرونز ( 3000 ق.م ) عليها اسم إله كنعاني يسمي " ياه " أو " يا هو " . ([10])

فمن الأوصاف الحسية لــــ " ياهوا " أنه كان يسير أمام جماعة بني إسرائيل في عمود سحاب . " وارتحلوا من سكوت ونزلوا في أيتام في طرف البرّية وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلاً في عمود نار ليضيء لهم . ([11])

ويعتبر الاسم الأعظم لله هو ياهوه "yahoo" YEHOUA لا يقبل اليهودي أن ينطقها أبدا وبدلا منها ينطق لورد" LORD" أو ادوناى "Adini" . ([12])

يا هوه . . . إله اليهود في فكر اليهود :

1- إله مخلوق لهم :- فيهوه ليس خالقاً لهم وإنما هو مخلوق لهم . وهو لا يأمرهم بل يسير على هواهم وكثيراً ما يأتمر بأمرهم وفى يهوه صفاتهم الحربية إن هم حاربوا ، وصفات التدمير لأنهم مدمرون وهو يأمرهم بالسرقة إذا أرادوا أن يسرقوا ويعلم منهم ما يريدونه أن يعلم .

2 - ويهوه ليس بعالم كل شيء ، وبالتالي طلب من بني إسرائيل أن يرشدوه فقد قرر ياهوه حينما كان بنو إسرائيل لا يزالون في مصر أن يجتاز في أرض مصر هذه الليلة ويضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم ." ويكون لكم الدم علامة علي البيوت التي أنتم فيها . فأري الدم و أعبر عنكم . فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر" . ([13]1)

ولأن يهوه لا يريد أن تنزل ضرباته ببني إسرائيل ، ولذلك فإنه يطلب منهم أن يميزوا بيوتهم بدماء الكباش المضحاة بأن يحملوا الدم على القائمين والعتبة العليا في البيوت . " ويأخذون من الدم ويجعلونه . علي القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها". ([14]) ويهوه ليس معصوماً وكثيراً ما يقع في الخطأ ، ثم يندم على ما فعل وفي نص التوراة :- " فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه " . ([15])

وفى نص أخر وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً :" ندمت على أني قد جعلت شاؤل ملكاً لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي ". ([16])

يا هوه يأمر بالسرقة :


وقد جعلوه يأمرهم بسرقة المصريين عند الخروج . " تطلب كل امرأة من جارتها و من نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبوه المصريين . (
[17])

" ويهوه إله قاس مدمر ، متعصب لشعبه ليس إله كل الشعوب بل إله بني إسرائيل فقط وهو بهذا عدو لآلهة الآخرين. "فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم ". ([18])

وتصوره المراجع الإسرائيلية على أنه زعيم عصابة فهو يقول :
" متى أتي بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها ، وطرد شعوباً كثيرة من أمامك : الحيثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والجويين واليبوسيين سبع شعوب أكثر وأعظم منك ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم ( تقتلهم ) لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم ، ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك . (
[19])

ويقول كذلك : في شرائع حصار وقتال المدن البعيدة :-
" حين تقرب من مدينة لكي تحاربها ، استدعها إلى الصلح فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك .وأن لم تسامحك بل عملت معك حرباً فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلي يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة .

كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا .وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما ". ([20])

وليست قوة يهوه على أعداء بني إسرائيل وحدهم بل إنه يقسو أيضاً على شعبه ويلعنهم و يتوعدهم إن هم خالفوا شيئاً من أوامره ولم يتبعوا كل وصاياه .

" إن لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص على أن تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم ، تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك ملعوناً تكون في المدينة وملعوناً تكون فى الحقل ، ملعونة تكون سلتك و معجنك ، ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نتاج بقرك وإناث غنمك ، ملعوناً تكون فى دخولك وملعوناً تكون فى خروجك ، يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر فى كل ما تمتد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعاً من أجل سوء أفعالك إذا تركتني .

يلصق بك الرب الوباء حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تملكها . يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللقح والذبول فتتبعك حتى تفنيك . . . يضربك الرب بالقرحة . . والبواسير . . والجرب . . والحكة . . والجنون . . والعمي . . وحيرة القلب . . . يكون ذلك فيك وفى نسلك إلى الأبد . ([21])

الآخرة والبعث عند اليهود :-

يقرر كوهلر أن اليهودية ليست عقيدة أو نظاماً من العقائد يتوقف على قبولها الفداء أو الخلاص في المستقبل ولكنها نظام للسلوك اليهودي وناموس البر الذي يتحتم على الإنسان اتباعه. ([22])

ويقرر الفكر اليهودي بناء على ذلك أن الجزاء يكون حسب الأعمال لا حسب الاعتقاد . أشهد السماوات والأرض على أنه سواء كان المرء يهودياً أم وثنيا رجلاً أم امرأة حراً أو مقيداً ، فإنه سينعم بالجزاء حسب أعماله دون سواهاً . ([23])


******************************************************************************


([1]) د/ عبد الوهاب المسيرى – من هو اليهودي ؟ صـــ 31 .
([2]) أحمد عثمان - تاريخ اليهود – الجزء الأول – دار الشروق 1994م صــــ 20 ، 21 .
([3]) السفير طاهر شاش – التطرف الإسرائيلي جذوره ومصادره – دار الشروق صــــ 11 .
([4]) على الدين هلال – تكوين إسرائيل دراسة في أصول المجتمع الصهيوني – كتاب الهلال صــــ 90 ، 91 .
([5]) أ / عباس محمود العقاد – عبقرية محمد – دار الكتب الحديثة – القاهرة 1385 هــــ 1966م . صـــــ 32 .
([6]) د / جمال حمدان – اليهود – مكتبة الأسرة 1998م صـــ 98.
([7]) عباس محمود العقاد – ما يقال عن الإسلام – دار المعارف 1970 م صــــ 36.
([8]) عباس محمود العقاد – ما يقال عن الإسلام – دار المعارف 1970 م صــــ 47.
([9]) عباس محمود العقاد – ما يقال عن الإسلام صــــ 47.
([10]) قصة الحضارة جــ2 صـــــ 340 والهامش المنقول عن New YOURK TIME 3.5.
([11]) سفر الخروج 13 20 / 21 .
([12]) د/ عبد الجليل شلبي –اليهود واليهودية – أخبار اليوم عدد مارس 1997م – صــــ 154 .
([13]) سفر الخروج 12/12 .
([14]) سفر الخروج 12/7 .
([15]) سفر الخروج 32/14 .
([16]) صموئيل الأول 15/10 .
([17]) سفر الخروج 3/22 .
([18]) سفر الخروج 12/12 .
([19]) سفر التثنية 7/1-4 .
([20]) سفر التثنية 20 10/16 .
([21]) سفر التثنية 28/16 وما بعدها .
([22]) Judaism the Jewish encyclopaedia
([23]) من الفكر اليهودي صـــــ 31 .





*************************************************************************

على أن اليهود عندما تكلموا عن الآخرة لم يكونوا في أكثر الأحوال يعنون ما تعنيه الأديان الأخرى من وجود دار للحساب على ما قدم الإنسان في حياته الأولى ، إنما كانوا يعنون بها شيئاً أخر ، فالشعب اليهودي عند الباحثين اليهود قسمان : - قسم عاش حياته الدنيا سعيداً حراً وهؤلاء يعدهم الفكر اليهودي قد " حصلوا على الجانب المادي من رضا إلههم " أما القسم الأخر وهم الذين فقدوا هذا الجانب وعاشوا تحت سلطان ( الجوييم ) ، ( الأمم الأخرى ) أو عاشوا في المنفي مشردين فهؤلاء(حسب الفكر اليهودي ) من حقهم " أن يعودوا إلى الحياة مرة أخرى لينالوا نصيبهم من المتعة والنعيم " . ([1])

وعلى العموم فإن فكرة البعث لم تجد لها أرضاً خصبة في عالم اليهود ، وقد حاول بعض طائفة الفريسيين القول بها ، ولكن هذه المحاولة لقيت معارضة شديدة ، أما باقي الفرق اليهودية فلم تعرف عنها شيئاً . ([2])

ويكفي أننا لا نجد في العهد القديم – كتاب اليهود الأول على حد تعبير الشهيد سيد قطب" ذكراً للعالم الآخر بتاتاً " ومن السياق كله ، نفهم أن " الجزاء على الشر ، كان يتحقق في الدنيا بالقياس إلى الأفراد وإلى الجماعات فإله بني إسرائيل ، لم يكن يغفل عن أخذ المسيء منهم بإساءته ، فرداً كان منهم أو جيلاً من أجيالهم . ([3])

كانت الديانة اليهودية في أصلها تقرر البعث والنشور واليوم الآخر والحساب والجنة والنار ، كما ينبئ بذلك القرآن الكريم وعن التوحيد واليوم الآخر والحساب يقول الله عز وجل مخاطباً موسى عليه السلام :
" إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى". (
[4])

فيري الصادقون أن عقاب العصاة وإثابة المتقين يحصلان في الدنيا وفى حياتهم وتنكر قيام الأموات . وتعتقد فرقة الفريسيين أن الصالحين من الأموات سينشرون في هذه الأرض ليشتركوا في ملك المسيح الذي سيأتي في آخر الزمن لينقذ الناس من ضلالهم ويدخلهم جميعاً في ديانة موسى أي أن بعث هؤلاء سيحدث في الحياة الدنيا ، فمهما يكن من خلاف بين الفرقتين فإنهما تتفقان في إنكار اليوم الآخر على النحو الذي يقرره الإسلام .

التلمود والجنة والنار عند اليهود :-

ورد في بعض فقرات التلمود ذكر " للجنة والنار " ولكن بصورة مضطربة أدنى إلى الخرافة والأساطير منها إلى حقائق العقيدة ، فتذكر هذه الفقرات أن الجنة تأوي إليها الأرواح الذكية وأنه لا يدخلها إلا اليهود . ويتناولون " اليهود " فيها لحم طير كبير لذيذ الطعم ولحم إوز سمين وأن شرابهم فيها نبيذ معتق ، عصره الله في اليوم الثاني من الأيام التي خلق فيها العالم . ([5])

أما " النار " فهي لغير اليهود من المسيحيين والمسلمين ومن إليهم . . . ويقول الله عز وجل :
" وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ". (
[6])
أي " وقالت بعض فرق اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً ، وقالت بعض فرق النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانياً "
" تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ .. بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " . (
[7])

التناسخ عند اليهود – غلغول - Gilgul : -

يسمى التناسخ عند اليهود ( غلغول ) وأول ما ظهرت فكرة التناسخ ظهرت في ( سفر هايحير ) وهو مؤلف يرجع تأليفه إلى القرن الثاني عشر الميلادي ، كما أن ذكرها قد تكرر في كتاب ( الزهر ) ومما جاء فيه :
" أن كل الأرواح لابد وأن تتناسخ والناس لا يفهمون قصد الإله المقدس وطرقه وهم لا يعرفون كم من مرة يتناسخون وكم من تجربة باطنية يمرون بها " . (
[8])

وفسرت عبارة التوراة " جيل يمضي وجيل يأتي " على التناسخ وفسرت بعض الأحكام في الشريعة اليهودية على التناسخ " كأحكام الشحيطاء " والذبح الشرعي " وأخذت فكرة التناسخ تعطي تفسيراً عقلياً لبعض الأعمال التي تبدو في ظاهرها وكأنها ظلم ، كالمآسي والكوارث التي تقع على الإنسان الصالح وتصيبه وما يتمتع به الشرير من نعمة ورخاء . وقد فسر عذاب الصالح مثلاً على أنه عقاب على ما اقترفه من ذنوب في حياة سابقة . ([9])

ويري الحسيديم بأن هذه الأرواح التي تحل في الأجسام في حال التناسخ إما أن تكون أرواحاً جديدة لم تنزل إلى الأرض من قبل أو كانت قد نزلت في السابق ، فإذا كانت من النوع الأول فإنها تحتاج إلى فترة ثلاث سنوات لكي تتهيأ للنزول ، وإذا كانت من النوع الثاني فإنها تحتاج إلى سنة واحدة للتهيؤ للنزول . ([10])
ويعتقد الحسيديم بأن التناسخ يعبر عن رحمة الله بعباده ، وحتى أولئك الذين كتب عليهم أن يزالوا من وجه الأرض طبقاً لبعض أحكام الشريعة اليهودية – فإنهم يعطون فرصة للإصلاح .

ما الغرض من التناسخ عند اليهود ؟!

يري اليهود أن الغرض من التناسخ هو تطهير النفس وإعطاء الإنسان فرصة أخرى لكي يتمكن من أن يقوم بعمل ما لم يعمله في السابق ، والصديقون إنما يتناسخون لا من أجل أنفسهم ومصلحتهم ولكن من أجل مصلحة العالم والناس . وهم يرون أن التناسخ يكون لأكثر من مرة وأن الناس الذين يعيشون في هذا العالم قد تناسخوا لعشرين مرة أو ثلاثين مرة . ([11])


ويقولون إن التناسخ يحصل إذا لم يتمكن الإنسان خلال حياته من أداء الواجبات والفرائض المطلوبة منه ، ولم يحقق ما يجب عليه . ويقولون إن الإنسان إذا مات في شبابه ، فإن ذلك يعني بأنه قد أدي الواجبات المطلوبة منه في وقت مبكر ، ولذلك فإنه يموت مبكراً وقد يكون الإنسان فقيراً في هذه الحياة بسبب أنه يجب أن يعاقب على ما ارتكبه من أخطاء سابقاً . وقد تعسر ولادة المرأة لأن روح الطفل ما زالت في جسم إنسان آخر يجب أن يموت أولا لكي يولد الطفل . ([12])
وهناك شيء أخر يتعلق بالتناسخ ولكنه ليس بتناسخ وإنما يسمى بالعبرية ( العبور ) وهو يختلف عن ( الغلغول ) فما هو العبور ؟

العبــــور :

هو حلول روح الرجل الصالح أو الولي أو النبي في جسم إنسان أخر ليس أثناء الحمل أو أثناء الولادة ولكنه خلال حياة الشخص . ([13])

أي أن روح الصالح المتوفى تلقح الروح الثانية التي ما زالت في جسم الإنسان من أجل أداء فرائض وواجبات تحتاج كل روح منهم لأدائها ، فمثلاً يعتقد الصديق " ليفي إسحاق " " برد يشيف" بأن روح الحاخام المشهور " عقيبا " توفى سنه ( 135 م ) ، قد حلت فيه ، وكذلك كان صديق “ Stoline " يعتقد بأن روح المسيح المخلص قد حلت فيه ، ولكن الله لم يسمح له أن يظهر نفسه . ([14])

المسيح المنتظر في اليهودية - ( الماشيحانيه ) :

ركز اليهود في أسفارهم القديمة على مسألة أن الله لا يمكن أن ينكث وعده مع شعب إسرائيل، ويتركه نهباً لاضطهاد الشعوب ، وبالتالي فلابد أن يكون للرب وقفة مع هذه الشعوب .
ويقول النبي أشعيا : " ولولوا فإن يوم الرب قريب " ويعتقد اليهود أن يوم الرب هو اليوم الذي سيجيء لهم بالانتصار كشعب الله المختار بعد أن يتطهروا من آثامهم .

ويوم الرب هو آخر الأيام ،كما يطلق عليه اليهود ، و سيحل كما يعتقدون قبل يوم البعث النهائي . هذا معناه أن التاريخ الإنساني قد ينتهي فجأة ، ليحل محله فردوس أرضي خال من التناقض ، مركزه صهيون وتأتي فكرة انتظار المسيح المخلص مرتبطة بفكرة تجديد العهد مع الرب ، عندئذ تتجدد أمة الله لتصبح جديرة بالله ، وعندئذ تصبح أو رشليم مدينة لا مثيل لها بين المدائن ، يتجمع فيها المشتتون ويقيم فيها الرب على جبل صهيون .

وتزول منها الأحقاد بل ويموت منها الموت نفسه ، ويمسح الرب الدموع عن جميع الوجوه ويزيل عار شعبه عن كل الأرض ، وعلى أثر هذا الخيال الخصب لزمن التيه والهوان والذل والعذاب في الأرض ، أذكي في نفوسهم الأمل بمجيء المسيح ، ويصف أشعيا المسيح المنتظر فيقول :
" يحكم بالإنصاف لبائس الأرض ، فيسكن الذئب مع الحمل ويأكل الأسد تبناً ويلعب الرضيع على جحر الثعبان ويضع الفطيم يده في نفق الأفعوان" .
وخلال التاريخ اليهودي ظهر كثير من المسحاء الكاذبين الذين ادعوا النبوة ، فالتفت حولهم الجماهير المتعطشة للخلاص ، وساروا خلفهم على أمل سرعان ما ينكشف عن دجال يريد أن يستغل سذاجتهم 0 من هؤلاء المسحاء " ثيوداس 44 م " الذي ادعى أنه سيفلق ماء النهر كموسى ، وتدافعت الجماهير التي أحاطت به على ضفاف نهر الأردن لتعبر مثلما فعل أتباع موسى وغرق منهم الكثيرون . (
[15])

المسيح عيسي بن مريم واليهود :-

وتهيأ الرأي العام اليهودي لظهور هذا المسيح، وكان توقعه يتجدد كلما نزلت باليهود البلايا والمحن ، وظهر عيسي بن مريم وأعلن أنه المسيح الذي ينتظره اليهود ولكن أكثرية اليهود رفضوا هذا الادعاء وقاوموا دعوته وألقوا القبض عليه وحكموا عليه بالإعدام ( في ظنهم ) " . ([16])

ويقول التلمود عن عيسي بن مريم " إن يسوع الناصرى موجود في لجات الجحيم ، بين القار والنار وقد أتت به أمه عن طريق الخطيئة وأن أمه مريم أتت به من العسكري ( باندارا ) عن طريق الخطيئة وأن الكنائس النصرانية هي بمثابة القاذورات ، والواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة وأن قتل المسيحي من الأمور المأثور بها ، وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم اليهودي القيام به ، وإنه من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني . وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبنى إسرائيل . ([17])

ويحدد التلمود أنواعاً من الطهر لا يصل لها اليهودي إلا باستعمال الذبائح البشرية من المسيحية ، وقد وقعت أحداث تؤكد أن أيدي اليهود تلوثت بدماء المسيحيين لهذا الغرض عدة مرات . ([18])

سبتاى زيفي والمسيح المنتظر واليهود :-

ظهر يهودي كاذب في القرن السابع عشر الميلادي في سالونيك يدعى سبتاى زيفي . . . كان واسع الاطلاع على الثقافة اليهودية ، مما جعله على صلة بأقوال اليهود حول المسيح المنتظر ، ولقد رأي زيفي ما عاناه اليهود في حرب الثلاثين في أوربا ، ورأي أن اليهود كانوا وقوداً لها ، وساورته نفسه أن يعلن أنه المسيح المنتظر ، فعكف على الصلاة والصوم وأخذ يطوف البلاد هنا وهناك ويدعو لنفسه ويعلن قرب ظهور المسيح المبارك .

ولما حلت سنه ( 1666م ) أعلن زيفي رسالة لليهود واختار لإعلانها يوما يمضيه ويقضيه اليهود فى صوم وحزن لأنه يرتبط بذكريات أليمة عندهم وفى هذه الرسالة يقول :
" من أول ابن لله سبتاى زيفي ، المسيح ، مخلص شعب إسرائيل ، إلى جميع أبناء إسرائيل . . . السلام . . لما كان قد قدّر لكم أن تكونوا جديرين برؤية اليوم العظيم وإنجاز وعد الله إلى أبنائه فلابد أن تغيروا أحزانكم فرحاً وصومكم مرحاً – لأنكم لن تبكوا بعد الآن فاستمتعوا وغنوا واستبدلوا باليوم الذي كان من قبل يقضي في حزن وآلام ، يوم عيد، لأني ظهرت . . . " .

وأعلن زيفي أنه سيستعيد فلسطين لليهود ، وسيعيد مجد صهيون الذي حققه من قبل داوود و سليمان ، ويقول Hosmer في كتابه "اليهود " ولد سبتاى زيفي سنه 1626 م وهو ابن لتاجر يهودي كان يعمل مديراً لفرع من فروع شركة إنجليزية تجارية كبري ، وكان سبتاى جذاباً هادئ الأخلاق ، كما كان شديد الحماسة للفروض الدينية والتقاليد الدينية اليهودية، مما لفت إليه الأنظار ، وعندما بلغ الخامسة والعشرين أعلن أنه المسيح المنتظر ، وسرعان ما صدقته أفواج من الناس وأصبح له مريدون ، يزدادون يوماً بعد يوم .

وأخذ سبتاى ينتقل من اليونان وسوريا ومصر وكان بعض أتباعه المتحمسين له يسبقونه إلى حيث ينوى أن يذهب ، ليهيئوا الجو لحضوره ويجمعوا لاستقباله الجموع . وفى القاهرة كانت هناك فتاة يهودية بولندية نادرة الجمال هربت بما يشبه المعجزة من مذابح القوزاق ، وعندما التقي زيفي بها افتتن بجمالها ،وتزوج بها وأعلن أنه منذ القدم كان قد قضى بأن تكون شريكة حياته ، وراح سبتاى في حماسة ظاهرة ينتقل من مكان إلى مكان ، هنا وهناك ويواصل دعوته ، ولم يستطع الربانيون أن يوقفوا حركته التي أخذت تنتشر في كل مكان بين اليهود ، حتى أصبح له أتباع في أمستردام وهامبورج ولندن بالإضافة إلى أتباعه بالشرق .

وقد بلغ تصديقه مبلغاً عظيماً ، حتى أن بعض أتباعه راحوا يبيعون ممتلكاتهم ويجمعون ثروتهم ويعدون أنفسهم للعودة من المهجر إلى فلسطين خلف سبتاى . وفى فارس توقف العمال اليهود عن طاعة سادتهم ،ورفضوا أن يستمروا في فلاحة الأرض، وبدأ اليهود في كل مكان وكأنما مسهم طائف من الجنون ، وأصبحوا عبيداً للأمل الذي جددته دعوة زيفي .

وانتشى زيفي بالنصر الذي حققه ، فراح يُدخل تعديلات جريئة في التقاليد والنظم اليهودية ، فغير وقت الصوم ومواعيد الأعياد كما جاء في رسالته التي ذكرها آنفاً ووصلت به النشوة إلى أن تخيل نفسه صاحب سلطان شامل ، فأخذ يوزع التيجان على أخوته وأصدقائه المقربين ، بعد أن عين كلا منهم ملكاً على منطقة من المناطق التي رأي أن سلطانه سيزحف عليها ،وأحتفظ لنفسه بلقب " ملك الملوك " ووصل في تجواله إلى القسطنطينية عاصمة الخلافة العثمانية ، ويلاحظ أن الخليفة العثماني المسلم لم يتعرض له في المدة السابقة ، لأنه فيما يبدو لم يرد أن يواجه الحماس والصخب الذي أحاط باسم سبتاى في أول أمره .

وهذا التصرف من الخليفة العثماني المسلم شجع سبتاى إلى أن يدخل عاصمة الخلافة ، وهناك ألقي الخليفة القبض عليه ، وأحكم قيده وألقي به في قلعة الدردنيل ، واكتفي الخليفة المسلم بذلك فترة ، نعم خلالها سبتاى زيفي بالكرم والحفاوة .
وزحف كثير من اليهود إلى القسطنطينية ليروا مصير قائدهم ، ولكن أحد اليهود الربانيين البولنديين أعلن أن سبتاى زيفي كاذب ، وأن حركته تهدد الأمن والسلام .

وانتهز السلطان محمد الرابع هذا الخلاف ، فأحضر سبتاى أمامه في جمع حافل ، وأعد بعض الجنود المهرة لقتله ، ثم أعلن هذا السلطان استعداده ليتحول إلى اليهودية إذا استطاع سبتاى ابن الله والمسيح المنقذ كما يدعى ، أن يمنع الرصاص من الانطلاق ، وفى نفس الوقت منح الخليفة الفرصة لسبتاى ليعلن أنه كاذب مدع و أن يدخل الإسلام ، إذا كان يعرف أنه لن يستطيع إيقاف الرصاص من الانطلاق، وسرعان ما اختار سبتاى السلامة ، وأعلن أنه كاذب ، واعتنق الإسلام ، ولم يجد مناصاً من ذلك وسمى "محمد أفندي " . ([19])

وقد شكل يهود الدونمة من أتباع سبتاي زيفي ( تسفي ) مشكلة – فقد اعتنقوا الإسلام علنا ، وأبقوا علي انتمائهم اليهودي سرا . ولم يرغم اليهود علي اعتناق الإسلام ولم يكن الفقه اليهودي ، منذ أيام موسى بن ميمون ، يعتبر اعتناق الإسلام من جانب شركا أو إنكارا لوحدانية الله ( علي خلاف التنصر ) . ([20])
وانتهت القصة والزوبعة التي أثارها هذا المدعى ولا يزال اليهود حتى الآن ينتظرون المسيح .

المسيح المنتظر – الماشيحانية :-

وفى كتاب روجيه جارودي الأساطير المؤسسة لإسرائيل " يرى أن الصهيونية تحرص على استمرار المشاعر والتوقعات الماشيحانية فيقول :-
" إن الإيمان بأن الماشيح المخلص وهو ملك من نسل داود سيأتي في أخر الأيام ، ليجمع اليهود من شتاتهم ويعود بهم إلى جبل صهيون ويعيد بناء الهيكل ، ويتخذوا أورشليم عاصمة له ، وبعد ذلك يبدأ الفردوس الذي سيدوم ألف سنة حيث يعم الخير والعدل والسلام أرجاء العالم ، والملاحظ أن الصهيونية تحرص على استمرار المشاعر والتوقعات الميشاحانية لدي أعضاء الجماعة اليهودية في العالم ليتأجج إحساسهم بالاضطهاد وأنهم ضحايا العداء الأول . ([21])

ويقول الاعتقاد الديني اليهودي إن المسيح سيأتي بعد ظهر يوم جمعة وأنه سيظهر في بلدة زريقات التي تقع في جبل ميرون في الجليل ، وأنه سوف يتوجه من هناك سيراً علي الأقدام إلى القدس ، ولذلك اتخذ الأصوليون اليهود من هذه البلدة محطة انتظار منذ عام ( 1900 م ) وأقاموا فيها مركزاً للدراسات الدينية اليهودية . ([22])


***********************************************************************



([1]) Guignebert: The Jewish world in the time of Jesus. P. 117
([2]) I bid p.120.
([3]) سيد قطب – مشاهد القيامة في القرآن – دار الشروق .
([4]) سورة طه 14/16 .
([5]) اليهود واليهودية – د/ على عبد الواحد وافى صـــ 46 – 47 .
([6]) سورة البقرة 111 .
([7]) سورة البقرة 112
([8]) H.Robinowicz, The World of Hasidism P. 22
([9]) Encyclopaedia Judalical, Gilgul.
([10]) N. Mindel, Rabbi schnur zalman of Laidi P. 22 P. 23
([11]) Encyclopaedia Judalical, Gilgul.
([12]) D. Meijers op. Cit p. 105.
([13]) Encyclopaedia Judalical, Gilgul.
([14]) د/ جعفر هادى حسن – اليهود الحسيديم – دار القلم – بيروت صفحات من صـــ 64 إلي 67 .
([15]) مختار عز الدين إسماعيل – مرجع سابق صــــ 26
([16]) د/ احمد شلبى – المسيحية .
([17]) الكنز المرصود صــــ 19
([18]) الكنز المرصود صـــ 89 وما بعدها وكذلك خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية لعبد الله التل صـــ 82 – 105 .
([19]) Hosmer .The Jews p. 216 p 218 .See also Margolis and marx: the history of the Jewish people. P. 704.
([20]) د/ عبد الوهاب المسيري – من هو اليهودي – مرجع سابق – صـــ 33.
([21]) روجيه جارودى– الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية – دار الشروق . صــــ 28 هارون للمترجم / محمد هشام .
([22]) محمد السماك – الأهرام – 8 / 10 / 2003 – إيمان وليس خرافة – صـ 9.