الدكتور/ محمد عبد الحليم الجبيصي ... المحامي ... ماجستير في القانون ... دكتوراه في القانون الجنائي ... والمستشار القانوني للشركات ورجال الاعمال ... 0102563799

الانبياء الملائكة الحبيب المصطفي الله ربي

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

الفصــــل الأول .. التـــوراة والتلمـــــــود

أولاً - التــوراة : Torah

هي أسفار موسى أو الأسفار الخمسة وهى الأسفار التى ينسبها اليهود الى موسى ، ويعتقدون أنها بوحى من الله وأنها تتضمن التوراة وهى :


(1) سفر التكوين .

(2) سفر الخروج .

(3) سفر التثنية

(4) سفر اللاوبين ( الأحبار )

(5) و سفر العدد .


اعتمد اليهود من أسفارهم 39 " تسعة وثلاثين سفراً " أطلق عليها في العصور المسيحية اسم ( العهد القديم ) testament Ancien للتفرقة بينها وبين ما اعتمده المسيحيون من أسفارهم التى أطلقوا عليها اسم " العهد الجديد" Nouveau testament واعتبروا هذه الأسفار التسعة والثلاثين أسفاراً مقدسة أي موحى بها .


والمراد بكلمة " العهد = الميثاق " أي إن كلتا المجموعتين تمثل ميثاقاً أخذه الله على الناس ، وارتبطوا به معه ، فأولاهما تمثل ميثاقاً قديماً من عهد موسى ، والأخرى تمثل ميثاقاً جديداً من عهد عيسى (1[1]) .


وتنقسم أسفار العهد القديم إلي أربعة أقسام :

القســم الأول
كتب موسى أو الأسفار الخمسة أوالبانتاتيك :

1 ) سفر التكوين : Genese

فيقص تاريخ العالم من تكوين السموات والأرض " ولذا سمى سفر التكوين " إلى استقرار أولاد يعقوب " إسرائيل " في أرض مصر ، مع تفصيل فى قصص آدم وحواء ونوح والطوفان ونسل سام أحد أبناء نوح وهو الذي أنحدر منه شعب إسرائيل وخاصة إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط" أخوه يوسف وأبناء يعقوب عليهما السلام " .

2 ) سفر الخروج : Exode

فيعرض تاريخ بني إسرائيل فى مصر ، وقصة موسى ورسالته وخروجه مع بني إسرائيل ولذا سمي (سفر الخروج ) وتاريخ اليهود فى مرحلة " التيه " التي قضوها في صحراء سيناء واستغرقت أربعين عاماً ، وهى التى يشير إليها القرآن الكريم إذ يقول :" فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِم ". ( المائدة 26 ) أي أرض الميعاد ، وهى بلاد كنعان " فلسطين " التي وعدهم الله بها وحرمها عليهم جزاءً لهم على تقاعسهم عن قتال الكنعانيين (( أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْض )) . ( بقية الآية المائدة 26 ) . (1[2]).
ويشمل أيضاً سفر الخروج على طائفة من أحكام الشريعة اليهودية فى العبادات والمعاملات والعقوبات . . . وما إلى ذلك . (
[3]1)

3 ) سفر التثنية : Deuteronomy

وقد شغل معظمه بأحكام الشريعة اليهودية الخاصة بالحروب ، والسياسة وشئون الاقتصاد والمعاملات والعقوبات والعبادات . . الخ . وسمى " بالتثنية " لأنه يعيد ذكر التعاليم التي تلقاها موسى من ربه وأمر بتبليغها إلى بني إسرائيل .

4) سفر اللاويين : Leviticus

فقد شغل معظمه بشئون العبادات وخاصة ما تعلق منها بالأضحية والقرابين والقوامين على الشريعة اليهودية ومن ثم ينسب إليهم هذا الكتاب والذي شغل معظمه بما يشرفون عليه من عبادات ومعاملات .

5) سفر العدد : Numbers

فقد شغل معظمه بإحصائيات عن قبائل بني إسرائيل وجيوشهم وأموالهم وكثير مما يمكن إحصاؤه من شئونهم - ولذا سمى سفر العدد - وبأحكام تتعلق بطائفة من العبادات والمعاملات


القسم الثاني

يسمى بالأسفار التاريخية وهى اثنا عشر سفراً ، تعرض تاريخ بني إسرائيل بعد استيلائهم على بلاد كنعان ، وبعد استقرارهم في فلسطين ، وتفصل تاريخ قبائلهم وملوكهم وأيامهم والحوادث البارزة في شئونهم وهى أسفار :-
(1) يوشع Josue . (2) القضاة Juges .
(3) راعوث Ruth . (4) صموئيل الأول .
(5) صموئيل الثاني . (6) الملوك الأول .
(7) الملوك الثاني . (8) أخبار الأيام الاول.
(9) أخبار الايام الثاني . (10) عزرا Esdras .
(11) نحميا Nehemis . (12) استر Esther


القســم الثالـث

يسمى أسفار الأناشيد أو الأسفار الشعرية ، وهى أناشيد ومواعظ ، ومعظمها ديني مؤلفة تأليفاً شعرياً في أساليب بليغة وعددها خمسة أسفار .
(1) سفر أيوب : Job
ويبدو من عباراته أن أيوب عليه السلام من بني عيسو وليس من بني إسرائيل وهو أيوب المذكور فى القرآن الكريم .
(2) مزامير داود : Psaumes
(3) أمثال سليمان : Proverbes
(4) الجامعة من كلام سليمان : Eccle siaste
(5) نشيد الأناشيد لسليمان : Contique des contiaues


القســم الرابع

أسفار الأنبياء ، سبعة عشر سفراً يعرض كل منها لتاريخ بني إسرائيل من الأنبياء والذين أرسلوا بعد موسى وهارون وهى :
(1 ) أسفار إشعيا Esaie. (2) إرمياء Jeremie
(3) مراثي إرميا Lamantations de Jeremie
(4) حذفيال Ezechiel
(5) دانيال Daniel (6) هوشع Osee
(7) يوئيل Joel (8) عاموس Amos
(9) عُوَبدٌيا Abdios (10) يونس ( يونان ) Jonas
(11) ميخا Michee (12) ناحوم Nahum
(13) حبقُوق Habakuk (14)صفَنيَا Sophonie
(15) حجٌي Aggee (16) زكريا Zacharie
(17) ملاحَى Malochie
وجميع هؤلاء أنبياء أرسلوا إلى بني إسرائيل ، ما عدا يونس عليه السلام فقد أرسل إلى " نينوى " وهو النبي يونس المذكور في القرآن الكريم .

التوراة أو أسفار موسى أو الأسفار الخمسة :


وهى أسفار القسم الأول والتى ينسبها اليهود إلى موسى ويعتقدون أنها بوحي من الله وأنها تتضمن التوراة . يقع عصر موسى عليه السلام فى حوالي القرن الرابع عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد . إن معظم سفر التكوين والخروج قد أُلُف في حوالي القرن التاسع قبل الميلاد " أي بعد موسى عليه السلام بنحو خمسة قرون أو ستة قرون " .
1 ) سفر التثنية :
قد ألف فى أواخر القرن السابع قبل الميلاد .
2 ) سفر العدد واللاويين :
قد ألف في القرنيين الخامس والرابع قبل الميلاد ، أي بعد النفي البابلي وهو إجلاء بني إسرائيل إلى بابل (سنة 517 ق . م) وأنها جميعاً مكتوبة بأقلام اليهود ، وتتمثل فيها عقائد وشرائع مختلفة ، تعكس الأفكار والنظم المتعددة التي كانت سائدة لديهم في مختلف أدوار تاريخهم الطويل .
والتوراة . . تختلف كل الاختلاف عن التوراة التي يذكرها القرآن الكريم . . فالتوراة هي كتاب سماوي مقدس أنزله الله على موسى عليه السلام ، ولكن اليهود حرفوه بأيديهم ويشير القرآن الكريم إلى هذا بقوله عز وجل :

" فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ". ( البقرة79 ) .
ويقول عز وجل :-
" وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ". ( النساء 45 )
ويقول عز وجل : " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ ". ( المائدة 13) .
" هذا . . . وقد رأي محمد صلى الله عليه وسلم ورقة من التوراة فى يد عمر بن الخطاب فأمره بإلقائها وألاَّ يضيع وقته فى قراءة ما بها من " كذب وتحريف " . ثم قال : " ألم آتكم بها بيضاء نقية ؟ ‍! والله لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا اتباعى " . (1
[4]) أي أن هذه التوراة المزعومة ملطخة بسواد التحريف ، والتغيير ، وقد أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ملخصاً لما كانت تشتمل عليه التوراة الصحيحة من عقيدة وشريعة وقصص فأضاءها فى صورتها الأولى نقية ، بيضاء ، وأن موسى لو بعث الأن لتبرأ من توراتهم واتبع محمدا عليه الصلاة والسلام .


الأسفار الخفية عند اليهود وصلتها بأسفار العهد القديم :


توجد أسفار يهودية قديمة أخرى ، إلى جانب الأسفار القديمة ، " أسفار العهد القديم" ، ويطلقون عليها اسم الأسفار الخفية ، وبعض الأسفار الخفية غير مقدسة وغير معتمدة في نظر اليهود بينما البعض الأخر مقدس أي معترف بأنه موحى به ومعتمد في نظرهم ولكن رأي الأحبار وجوب إخفائه ، وقرروا أنه لا يجوز أن يقف عليه الجمهور ولا أن يدرج في أسفار العهد القديم ويشير القرآن إلى هذا بقوله عز وجل :
" وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ". ( الانعام91 )
ويقول الله عز وجل :
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ ". ( المائدة 15 )
ويقول الله عز وجل :
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " . ( البقرة 159 )
ويقول الله عز وجل :
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " . ( البقرة 174 )
ومن هنا يظهر أن السفر قد يكون خفياً ومقدسا فى آن واحد عند اليهود . أما عند المسيحيين فإنهم يطلقون على السفر الخفى ( غير مقدس أي غير موحى به ) .كإنجيل برنابا وكتاب " أعمال الرسول " لبرنابا ، فالمسيحيون لا يعترفون بصحة ما جاء فيها ولا بصحة نسبتها إلى برنابا واللغة التى ألفت بها أسفار العهد القديم هى اللغة العبرية وأجزاء بسيطة باللغة الآرامية وورد ت كلمتان فقط فى سفر التكوين باللغة الآراميه. عن قصد .
(1[5])


ثانياً - التلمــــود : The Talmud


التوراة ليست هى كل الكتب المقدسة ، وإنما هناك بجانبها روايات شفوية تناقلها الحاخامات من جيل إلى جيل وتلك الروايات هي التي تعرف بالتلمود وبعد المسيح بمائة وخمسين سنة ، خاف أحد الحاخامات " يوضاس" أن تلعب أيدي الضياع بهذه التعاليم الشفوية وتلك الروايات المتناقلة فجمعها في كتاب وأسماه " المشنا " ومعناها " الشريعة المكررة " والمقصود بالتكرار ، تكرار ما ورد فى توراة موسى وهى بمثابة إيضاح وتفسير وتكميل لهذه الشريعة .



وفى السنين التالية أدخل حاخامات فلسطين
وبابل كثيراً من الزيادات على ما دونه يوضاس ، وأتم الربي يهوذا ( سنة 216 م ) تدوين هذه الزيادات والروايات الشفوية وأصبحت كلمة المشنا تضم كل ما كُتب من عهد يوضاس إلى عهد الربي يهوذا ولما استعصت المشنا على القراء كتبوا لها شروحاً مسهبة وحواشي كثيرة وسميت هذه الحواشى وتلك الشروح بأسم " غاماراه " وأصبح التلمود يتكون من " المشنا " و " الغاماراه " .
فالتلمود تعاليم ديانة اليهود وآدابهم ، والمشنا الذي به زيادات لحاخامات فلسطين يسمى هــو وشروحه " تلمود أورشليم " أما المشنا الذي به زيادات لحاخامات بابل فيسمى هو وشروحه " تلمود بابل " وهو المتداول بين اليهود والمراد عند الإطلاق . (
[6]1)
ويعتبر أكثر اليهود التلمود كتاباً منزلاً ويضعونه فى منزلة التوراة ، ويرون أن الله أعطي موسى التوراة على طور سيناء مدونة ، ولكنه أرسل على يده التلمود شفاها .


ولا يقنع بعض اليهود بهذه المكانة للتلمود ، بل يضعون هذه الروايات الشفوية فى منزلة أسمى من التوراة ويري بعضهم ألا خلاص عن ترك تعاليم التلمود والاشتغال بالتوراة فقط ، لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء فى شريعة موسى.
ويعدون التوراة خبزاً ويرون أن الإنسان لا يعيش بالخبز فقط وأن الإدام " الغموس " هو التلمود ويصرحون بأن من :يقرأ التوراة بغير المشنا والغاماره فليس له إله .


ويعلن اليهود أن التلمود وإن كان أقوال الحاخامات ، فهو أيضاً فى مكانة التوراة ، لأن أقوال الحاخامات هى قول الله الحي ، وأن الله يستشير الحاخامات عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها فى السماء . ([7]1)
وإذا خالف أحد اليهود أقوال الحاخامات ، يعاقب أشد العقاب لأن الذي يخالف شريعة موسى خطيئة قد تغفر ، أما من يخالف التلمود فيعاقب بالقتل . ([8]2)

هذا ويختلف تلمود بابل عن تلمود أورشليم حيث كان حاخامات بابل هم الذين أضافوا إلى المشنا وشرحوها ، و كان حاخامات أورشليم " القدس " هم الذين أضافوا إلى ( المشنا ) وشرحوها ، وفسروها على أن التلمود المتداول بين اليهود هو تلمود بابل الذي نشرت طبعته الكاملة فى البندقية ( سنة 1520م ) والذي يحرص اليهود على جمع نسخه من الأسواق إذا طبع حتى لا يتداول بين غير اليهود . وذلك لأنه يفضح أساليبهم ويكشف عن نفسيتهم تجاه الأمم الأخرى ، تلك النفسية التى تظهر واضحة على حقيقتها عندما يملكون ويسيطرون ويصبح لهم قوة ينفذون بها ما يعتقدون . ([9]1)


القسم عند اليهود :


اليهود ينظرون إلى سائر الشعوب الأخرى على أنهم حيوانات " جوييم " وينص التلمود على أن اليمين التى يقسم بها اليهودي فى معاملاته مع باقي الشعوب لا تعتبر يميناً ، إذ كأنه أقسم لحيوان والقسم لحيوان لا يعد يميناً .
ويجوز لليهودي من الحلف زوراً ، إذا حول اليمين لوجهة أخري وبخاصة إذا كانت اليمين إجبارية كأن تكون أمام المحاكم أو أمام خصم قوي .
وإذا سرق يهودي أجنبياً وكلفت المحكمة اليهودي أن يحلف اليمين حلف زوراً . ويعين التلمود يوماً كل فترة يسمى " عيد الغفران العام " وفيه يمحي كل ما ارتكبه اليهود من ذنوب ومن ضمنها الأيمان الزور .
(1[10])


قتل الشعوب الأخرى بمثابة قربان إلى الله عند اليهود :


ليست لأرواح غير اليهود حرمة لدي اليهودي ، فقد جاء في التلمود " محرم على اليهودي أن ينجى أحداً من الأمميين من الهلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها ، بل إذا رأي أحد الأمميين يقع فى حفرة لزمه أن يسدها بحجر ". ( الكنز المرصود - صــ 90 : 91 ) .
وقال " ميما نود " ، " الشفقة ممنوعة بالنسبة لغير اليهودي ، فإذا رأيته واقعاً فى نهر أو مهدداً بخطر فيحرم عليك أن تنقذه ، لأن السكان الذين كانوا فى أرض كنعان ، وقضت التوراة بقتلهم جميعاً لم يقتلوا عن آخرهم بل هرب بعضهم واختلطوا بباقي أمم الأرض ولذلك يلزم قتل غير اليهودي لاحتمال أن يكون من هؤلاء الهاربين ، وينص التلمود على أن من العدل أن يقتل اليهودي كل أممي لأنه بذلك يقرب قربانا إلى الله . (2
[11])


أرواح اليهود في التلمود :


يري اليهود أن أرواحهم تتميز عن باقي أرواح البشر فهي جزء من الله ، كما أن الابن جزء من أبيه ، ويؤمن اليهود بالتناسخ في الأرواح ، وهو فكر تسرب لبابل من الهند ، وأخذه حاخامات اليهود من المجتمع البابلي . (1[12])
لماذا يدخل اليهود من حرب إلى حرب ؟
يري التلمود أن السلطة فى الأرض لليهود وحدهم ، فإذا لم تكن لهم السلطة آعتبروا كأنهم في حياة النفي والتشرد والأسر ، ويعيش اليهود من حرب إلى حرب مع باقى الشعوب حتى ينتقل لهم الثراء والسلطة وهذا واقع إسرائيل من حرب إلى حرب دائماً يخرجون من حرب ليعدوا لحرب جديدة ، وهم يرون أن المسيحيين لا يدخلون فى دين اليهود لأن هؤلاء من نسل الشيطان . (2
[13])

ويقول د/حسين مؤنس فى هذا الصدد " لا يوجد فى الدنيا شعب أتعس من هذا الشعب ، إن الشعوب تسعي إلى السلام وإلى التقدم وإلى الرفاهية وإلى العيش بسلام مع جيرانها ، ولكن اليهود يخرجون من حرب ليستعدوا لحرب أخرى ويسمون أنفسهم الصقور وقد حطمت ( حرب أكتوبر 1973م ) هذه الصقور وتحطم منهم الأنف والمنقار ، و غشى البصر وهيض الجناح ، ولو سألت العقلاء ماذا يفعل بنو إسرائيل اليوم لقالوا : يستعدون لحرب جديدة . (1[14])
و يقول الله عز وجل في القرآن الكريم :
" وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " . ( المائدة 64 )


الغش بأمر التلمود :


أجاز التلمود الغش فى حالة البيع والشراء وقال " الحاخام ريش " :- ( مصرح لليهودي أن يغش غير اليهودي ويحلف له أيماناً كاذبة علي شرط ان تنجح في ما لفقته من الأكاذيب ) . (2[15])


السرقة بأمر التلمود :


تري الأديان السماوية أن الدنيا والثراء والمال ملك لله ، ولما كان التلمود يقرر أن اليهود أجزاء من الله فإن اليهود لذلك يعتبرون أنفسهم مالكين لكل ما في الأرض من ثراء بالنيابة عن الإله ، وقد جاء فى وصايا موسى " لا تسرق مال القريب " وفسر علماء التلمود هذه الوصية بجواز أن يسرق اليهودي مال الغريب أي غير اليهودي ، فسلب ماله ليس مخالفاً للوصايا ، وسار الفكر اليهودي فى التلمود على هذا النحو ، فعدت سرقة اليهودي مال غير اليهودي استرداداً لأموال اليهود من سالبيها . وأجاز التلمود وعلماؤه أن يبيع اليهودي شيئاً يملكه غير اليهودي وللمشتري أن يتخذ الوسائل لوضع يده على ما اشتراه ويساعده كل اليهود ليحصل على حقه وجاء فى التلمود نص يشرح هذه الفكرة شرحاً وافياً وهو :
" إن مثل بني إسرائيل كمثل سيدة في منزلها ، يحضر لها زوجها النقود ، فتأخذها وتنفقها دون أن تشترك معه فى الشغل
والتعب ، فعلي الأمميين أن يعملوا ولليهود أن يأخذوا نتاج هذا العمل " . وجاء في التلمود :-
" أن الله لا يغفر ذنباً ليهودي يرد للأممي ماله المفقود ". (
[16]1)


المسيح عيسى بن مريم في الجحيم بأمر التلمود :-


يقرر التلمود عن المسيح " أن يسوع الناصري موجودفي لجات الجحيم بين القار والنار وأن أمة مريم أتت به من العسكري " باندارا " عن طريق الخطيئة وأن الكنائس النصرانية هى بمثابة القاذورات والواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم اليهودي القيام به وأنه من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبني إسرائيل " . ([17]2)


ذبح المسيحيين بأمر التلمود :


ويحدد التلمود أنواعاً من الطُهر لا يصل لها اليهوديإلا باستعمال الذبائح البشرية من المسيحيين وقد وقعت أحداث تؤكد أن أيدي اليهود تلوثت بدماء المسيحيين لهذا الغرض عدة مرات . ([18]1)


الربا عند اليهود :-


الربا محرم في التوراة ، ولكن اليهود قصروا تحريمه على التعامل فيما بينهم ، واستحلوا أخذ الربا من غير اليهودي تقول التوراة :-
" لا تقرض أخاك بربا ، ربا فضة أو ربا طعام ، أو ربا شيء مما يقرض بربا ، للأجنبي تقرض بربا ، ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك فى كل ما تمتد إليه يدك " . (
[19]2)


ويري اليهود أنه بموجب هذا النص يجب على اليهودي أن يأخذ الربا من غير اليهودي . ذلك بأن عبارة : -" للأجنبي تقرض بربا ".

تفيد وجوب الربا من غير اليهودي ويؤكد التلمود ، وكذلك ما ورد فى كتاب حكماء صهيون على ضرورة إقراض الأجنبي بربا ، فقد أورد حكيم اليهود " موسى بن ميمون " .
" نحن لا نقرض الأجنبي لكي يسد احتياجاته بل لكي نستفيد منه ، ونفرض عليه إرادتنا ، وهذه أمور محرمه علينا أن نصنعها مع إخواننا اليهود " .
ومن الآيات الكريمة التى نزلت فى القرآن الكريم والتى تدلنا على تحريف المقصد الأصلي من الربا باستحلال أخذ اليهودي من غير اليهودي قوله تعالى :-
" وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" . ( النساء 161 ) فاليهود يدَّعون أنهم شعب الله المختار ، وكان من نتيجة ذلك استعلاؤهم على بقية الشعوب ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بأنهم كانوا يقولون :" نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ". ( المائدة 18 ) فيحل لهم ما حرم على غيرهم فلا غرابة إذن في استحلالهم أخذ الربا من غير اليهودي ، ومع ذلك فإن اليهود قد استحلوا أخذ الربا من بعضهم البعض ولم يمنعهم من ذلك النص الوارد فى التوراة والذي يستندون إليه فى استحلال أخذ الربا من غير اليهودي . والربا هو السمة المميزة للمعاملة المالية عند اليهود . (
[20]1)
فلم يزالوا من قيام المملكة إلى ما بعد ميلاد السيد المسيح يحرمون بينهم ما يحلونه بينهم وبين غيرهم ، ويعملون بما جاء في سفر التثنية حيث يقول :- " للأجنبي تقرض الربا ، ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك " فهو ربه ولا إله للآخرين . أجاز التلمود استعمال الربا مع غير اليهودي " غير مصرح لليهودي أن يقرض الأجنبي إلا بالربا". (
[21]1)


شعب الله المختار :-


ما السبب في كون اليهود شعباً مختاراً ؟


هناك عبارات اصطلاحية يذكرها اليهود للتعبير عن مصدر هذا الاختيار وهى عبارات تدعو للسخرية والضحك فالباحث Arthur Herizbery يقر أنه فى سيناء عندما تجلي الله لموسى ولبني إسرائيل ، تم زواج بين الله وبين إسرائيل وسجُل عقد الزواج بينهما ، وكانت السموات والأرض شهوداً لهذا العقد .
ونص كلمات هذا الباحث على هذا النحو :-


There are a number of examples in Jewish literature of a marriage contract between God and Israel, with heaven and earth as witnesses. ([22])


ويري اليهود أن الامتياز الذي حصل عليه الشعب اليهودي هو في الوقت نفسه مسئولية عليهم ، وعدم رعايتهم هذه المسئولية بأمانة وصدق جعلهم هدفاً للانتقام ، ولذلك فإنهم يفسرون ما نزل بهم من ضرباته عقاباً لهم على عدم حملهم الأمانة وعدم سيرهم بمقتضى ما منحوه من امتياز وتفوق ، ويضيف مفكروهم دفاعاً عما أصابهم من ويلات " أن اليهود لم يكونوا أكثر الناس خطايا ولا أبعدهم عن الصواب ولكن المصائب لحقت بهم أكثر من غيرهم لأن اختيارهم وتفضيلهم على سواهم ، كان يحتم عليهم أن يكونوا أكثر طاعة وأكثر استجابة ، فلما عصوا كان عقابهم أقصى مما أنزل بسواهم على نفس العصيان . ([23]1) ونتج عن طبيعة الاختيار عقيدة أخرى عند اليهود هي عقيدة المسيح المنتظر ، فإن اليهود وجدوا أنفسهم لا خيرة البشر كما زعموا ولا صفوه الخلق كما أملوا، بل لم يجدوا أنفسهم في نفس المكانة التي ينعم بها الآخرون ، وإنما كانوا هدفاً للبلايا والنكبات ومن هنا اتجه مفكر وهم في عصورهم المتأخرة إلى مخلص ومنقذ ينتشلهم مما هم فيه ويضعهم في المكانة التي أرادوها وأطلقوا على هذا المخلص المسيح المنتظر ووصفوه بأنه رسول السماء والقائد الذي سينال الشعب المختار بهديه ، و إرشاده ما يستحقه من سيادة وسؤدد . ([24]2)




*********************************************************************************
([1]) د / على عبد الواحد وافي - اليهودية واليهود - مكتبة غريب صـــ 9.
([2]) د / على عبد الواحد وافي – اليهودية واليهود – مكتبة غريب صــ 9.
([3]) د / على عبد الواحد وافي . مرجع سابق صـــ 10 ، 11 .
([4]) أخرجة أحمد في مسنده 3 : 387 . و بن أبي عاصم في السنة 1 : 27
([5]) اليهود واليهودية. د/على عبد الواحد وافى صــ 16-18 مرجع سابق.
([6]) الكنز المرصود : صــــ 47 – 48 و التلمود شريعة إسرائيل صـــ 10 – 11 .
([7]) الكنز المرصود صــــ 50 –51 والتلمود شريعة إسرائيل صــــ 11-12 .
([8]) الكنز المرصود صـــ 87 .
( [9] ) التلمود شريعة بنى اسرائيل ، حقائق ووقائغ ترجمة وإعداد محمد صبرى مكتبة مدبولى صــــ 6/7.
([10]) الكنز المرصود صــ 74 – 76- التلمود شريعة بنى إسرائيل صــ 45-46 .
([11]) الكنتر المرصود صــ 66،67والتلمود شريعة بنى إسرائيل صـــ40 -41.
([12]) د/أحمد شلبي - اليهوديه- مقارنة الأديان صـــ 267 مرجع سابق.
([13]) الكنز المرصود صـــ 51 - 55 والتلمود شريعة بنى إسرائيل صــ 25
([14]) د/حسين مؤنس -كيف نفهم اليهود سلسلة كتابك العدد 50 دار المعارف صـــ 45 -46
([15]) الكنز المرصود - صـــ 82 .
([16]) الكنتر المرصود صــ 19.
([17]) الكنتر المرصود صــــ 19 .
([18]) الكنتر المرصود صــــ 89 - خطر اليهودية على الإسلام والمسيحية للقائد / عبد الله التل صــــ 82 - 105 .
([19]) سفر التثنية اصحاح 23 - 19-20 .
([20]) الربا عند اليهود - السيد محمد عاشور تقديم حسن ظاظا ود/ وجدي عبد الواحد مبحث في الربا في غير الإسلام صــ 127 ، 128 .
([21]) الكنز المرصود صـــ 56 - 65 والتلمود شريعة بنى إسرائيل صـــ 22
[22]) ) Judaism Arthur Herizbery p. 119
([23]) Ibid p-13
( [24]) James Hosmer – The Jews p . 85